elforosat lovers
هل الانسان له علاقة بالحيوان Ezlb9t10
elforosat lovers
هل الانسان له علاقة بالحيوان Ezlb9t10
elforosat lovers
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

elforosat lovers

منتــــدى محبــے الفروســــاتــــ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل الانسان له علاقة بالحيوان

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
اسير الصمت
°¨¨™¤¦ قلم لامع ¦¤™¨¨°
°¨¨™¤¦ قلم لامع ¦¤™¨¨°
اسير الصمت


.. : .
النقــــــــــــــاط : 25078
الجنس : ذكر

هل الانسان له علاقة بالحيوان Empty
مُساهمةموضوع: هل الانسان له علاقة بالحيوان   هل الانسان له علاقة بالحيوان Icon_minitimeالخميس فبراير 03, 2011 5:08 pm

d]ize=24]من توابع الأمانةِ التي حملها الإنسان على عاتقه (المسؤولية)، وقد وضَّحها رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - عندما قال: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّته))
فأنت أولاً مسؤولٌ عن نفسك، وستحاسَب يوم
القيامة أمامَ العليم الخبير على قَدرِ هذه المسؤولية، وسيسألك الله عن
عمرك فيمَ أفنيته؟ وعن شبابك فيمَ أبليته؟

ثم أنت مسؤولٌ عمن تَعولُ من زوجةٍ وأولاد، وهذا أيضًا له حساب، كذلك أنت
مسؤولٌ عن المخلوقات المحيطة بك والتي سخَّرها الله لك؛ ولذلك ورد عن
سيدنا عمر الفاروق - رضي الله عنه - أنه قال: "لو تعثَّرت بغلةٌ في
الطريق، لخشيتُ أن يُحاسِب اللهُ عليها عمرَ: لماذا لم تسوِّ لها الطريق؟".

وعلى قَدرِ سمو إنسانيَّة الإنسان يكون اهتمامه بالعلاقات مع ما حوله،
وكلما ارتقتْ أخلاقيات الإنسان، ارتقى في أسلوب التعامل مع الآخرين،
وجمعيات الرِّفق بالحيوان التي نسمع عنها في بلاد الأعاجم، كنا نحن أولى
بها، نعم هم يهتمُّون بالحيوان في نفس الوقت الذي يُهدرون فيه حقَّ
الإنسان، وهذا دِينُهم والعيبُ فينا، عمومًا، نحن بدِيننا وقرآننا كنَّا
أولى برعاية حقوق الخلائق التابعة والرِّفق بها، أو على الأقلِّ جدير بنا
أن نحذوَ حذوهم؛ حتى تبطلَ مقولة أن الغربَ فيه إسلامٌ بلا مسلمين، وأنَّ
بلادنا فيها مسلمون بلا إسلام، نريد أن نصحِّحَ المعادلة؛ لتكون بلادنا
بلاد إسلام ومسلمين، ولا شأن لنا بالمنبَهِرين بغيرنا إلاَّ في حدود.

والعلاقة التي أرادها الله - سبحانه وتعالى - للناس مع الحيوان نظمها الله
بشكلٍ، وتناولها الناس بشكلٍ آخر، نعم تجاهلها البعض نهائيًّا لدرجة أنهم
سخَّروها واستعملوها فيما لم تخلق له، وبالذات في بلاد الغرب التي يزعمون
أنَّ فيها إسلامًا بلا مسلمين، كمصارعة الثيران، من أناسٍ نزعَ الله من
قلوبهم الرحمة، والغريب أن ذلك يتمُّ وسط هتافات الإعجاب من الآلاف
المحتشدة لرؤية دماء تسيلُ من ظهر حيوانٍ بريء، ليس له ذنبٌ إلاَّ أنَّ
الله سخَّره للإنسان، وكنت أتمنى من قيادات المسلمين أن يعملوا على وَقْفِ
هذه المهازل، أو على الأقل إعلام من يهمُّه الأمر أن هذا العبثَ مخالف
للشرائع السماوية.
وكذلك في السيرك، وإن كان الأمرُ أخفَّ كثيرًا من مصارعة الثيران، إلا
أنَّ فيه استهزاءً وإذلالاً للحيوان الذي يرميه سوءُ حظه مع لاعب السيرك.

هذا عن البعض الذي تجاهل نظامَ الله في العلاقة بينه وبين الحيوانات،
وهناك صنفٌ آخر من الناس تعلَّقوا بالحيوان لدرجة الإجلال، مثل بعض
القبائل التي تعبدُ من الحيوانات كلَّ ما يُرجى نفعها أو يُخشى ضررها،
كعَبَدَة الأبقار والأغنام، أو العقارب والحيَّات، وهذا وذاك في ضلالٍ
بعيدٍ، ولله في خلقه شؤون، والمطلوب علاقة متوازِنة بدون تفريط أو إفراط،
علاقة وسط؛ لأن الفرقَ بينك أنت - أيها الإنسان - وبين الحيوان هو التكليف
الإلهي، والتكريم الإلهي أيضًا، وكلاهما من عند الله - سبحانه وتعالى -
بقدرته وحكمته، فإن انسلختَ من أيٍّ منهما، أصبحتَ لا تساوي حيوانًا ولا
شيئًا إطلاقًا، وبدون تكليف وتكريم يتساوى الإنسان والحيوان في شكل
التَّواجد والتَّكاثر؛ فكلاهما يحيا حياةَ النَّماء وحياة الحركة، وهذا هو
معنى (الحيوان)، وكلُّ المخلوقات التي تعيش معنا على الأرض أو داخل البحار
من حيواناتٍ، وطيورٍ، وحشراتٍ، تشترك معنا في صفة الحيوان بمعناه اللفظي،
إلاَّ أنَّ النبات له حياة نماء فقط، على هذا الأساس ننظر إلى الحيوانات
التي تشاركنا الحياة، وهي مُسخَّرة لنا، ومخلوقة لنفعنا.

وقد بدأت علاقةُ الحيوان بالإنسان في أول مِحنةٍ قابلت الإنسانَ على وجه
الأرض، حينما قام أحدُ ابنَي آدمَ بقَتْل أخيه، عندها كان الدرس الأول
للإنسان من غُرابٍ بعثه الله - سبحانه وتعالى - ليعلِّمَ ابن آدم ومن بعده
البشرَ كيف نواري سوءاتنا حين الوفاة، وقد شعر ابن آدم بعجزه حينئذٍ،
وتبًّا للأمم التي تقومُ بإحراق الجثثِ، أو اتِّباع أيِّ وسيلةٍ أخرى في
مواراة الموتى، فالدفنُ في التراب هو الأصل، إلا في الضرورات التي تبيح
المحظورات، والدفن هو الصحيح، وهو السُّنة المؤكَّدة للبشر عمومًا {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: 55].

واستمرَّت هذه العلاقة بين الحيوان والإنسان - ولا تنسَ أنَّ الطيور حيوانات - مع الأيام.

ففي قصة سيدنا نوح - عليه السلام - عندما كذَّبه قومه، وقالوا عنه: مجنون
وازدُجِر، أمره الله -سبحانه - أن يصنعَ سفينةً، وأوحى إليه أن يأخذ معه
في السفينة من الحيوانات الموجودة معه على الأرض {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [هود: 40]، هذا أولاً ثم {وَأهْلَكَ}،
وهذا الترتيب في كلمات الآية ترتيبٌ إلهي مقصود، ومؤكد أن له معنًى
ومغزًى، وبعد ذلك عندما أراد سيدنا نوح - عليه السلام - التأكُّد من جفاف
الأرض بعد الطوفان قبل أن يفتح السفينة ويخرج منها، أرسل حمامةً، فعادت
بغصنِ زيتون في منقارها كدليل على استقرار الأحوال على الأرض، وعودة
الأمور إلى طبيعتها، وأصبح الحمام وغصنُ الزيتون بذلك رمزًا للسلام.

وفي قصة سيدنا صالح - عليه السلام - عندما كذَّبته ثمود، واستنفد كلَّ
الطُّرق لهداية قومه، فطلَب من الله آيةً لعلَّ قومه يهتدون، فأرسل الله
إليهم ناقةً؛ لتكونَ هذه الناقة آيةًَ وفِتْنةً.

وفي قصة سيدنا موسى - عليه السلام - حين أرسله الله إلى فرعون الذي يقول للناس: أنا ربُّكم الأعلى، أعطاه الله آيتين:
الآية الأولى: عصا في يده تتحوَّل إلى ثُعبان عند اللزوم.
والآية الثانية: يده نفسها، وكانت هذه الحَيَّة، التي في أصلها هي عصا
موسى، كانت الورقة الرابحة عندما اجتمع الناس يوم الزِّينة، قال - تعالى
-: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا} [طه: 69].

وفي رحلة سيدنا سليمان - عليه السلام - في وادي النمل، كان سيدنا سليمان
بجيشه المكوَّن من جنود الجن والإنس والطير، وفي هذا الحشد العظيم، وهذا
الموكب الذي يجمع من كلِّ الإمكانيات أصحابَها، كان الخبر اليقين عن قومِ
بلقيس من الهدهد الذي وجد {امْرَأةً تَمْلِكُهُمْ وَأوتِيتْ مِن كُلِّ شَيءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ}
[النمل: 23]، ذلك الهدهد استنكرَ سجودَ الملكة وقومها للشمس من دون الله،
وساءه ذلك الفعلُ القبيح من بعض الناس، ثم أصبح الهدهد رسولَ سيدنا سليمان
إلى بلقيس بالكتاب، كلُّ هذا في حضور الجن والإنس وباقي الجنود.

وفي قصة أصحاب الفيل نجد أن الله - سبحانه وتعالى - أرسل طيرًا أبابيل؛
لحماية الكعبة الشريفة من أَبْرهة الأشرم وجنوده، وكان ذلك في العام الذي
وُلِدَ فيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وتواكُب الحدثين له دلالة، ثم
في هجرة الرسول عندما أوى الرسول وصاحبه إلى غار ثور، كلَّف الله - سبحانه
- أضعفَ مخلوقاته لصدِّ كُفَّار قريش الذين كانوا يزعمون أنهم أقوى
الأقوياء، عنكبوت وحمامة قاما بحماية الغار، مع أنه - سبحانه - عنده من
الجنود المجنَّدة ما لا حصرَ له.

ونجد أنَّ رحلة البشرية سارتْ بين الهدى والضلال، فإمَّا أن يهتدي الناس
ويتساموا في أخلاقهم، وإمَّا أن يخلدوا إلى الأرض ويصبحوا كالأنعام؛ بل
أضل، أو يُعرضوا عن الهدى بجهلهم مثل الحمير المذعورة أمام وحشٍ ضارٍ، كما
يقول - تعالى - مشبِّهًا حالهم: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر: 50، 51]، وضرب الله أمثلةً كثيرةً عن الكفار والمشركين بالعنكبوت، أو الكلب الذي يلهثُ في كلِّ أحواله.

وكلُّ هذه الأمور تجعل الحيوان دائمًا في بؤرة الشعور - لا هامش الشعور -
لدى الإنسان، ومن الآيات التي أمرَنا الله - سبحانه وتعالى - أن ننظرَ
إليها بعين الاعتبار آيةُ (الإبل) في هيئتها وتكوينها العجيب وجوهرها،
يقول - تعالى -: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17].

وسور القرآن الكريم نجد أنَّ بعضها عُرفت بأسماء حيوانات، مثل: سورة البقرة، وسورة الأنعام، وسورة النحل، والعنكبوت، والنمل، والفيل.


وجاء في الحديث أنَّ امرأةً دخلت النار بسبب قِطَّة حبستْها، لا هي
أطعمتْها، ولا هي تركتْها تأكل من خَشاش الأرض، وفي المقابل رجل دخل
الجنة؛ لأنه رأى كلبًا يأكل الثَّرى من العطش في يومٍ قائظٍ، فنزل إلى بئر
وحمل الماء بخفِّه؛ ليروي ظمأ الكلب، فشرب الكلب وارتوى.

ونعود مرَّةً ثانيةً وثالثةً وعاشرةً إلى مُحْكَم التنزيل؛ حتى لا نكون في
غفلةٍ؛ حتى يكشفَ الله لنا الغِطاءَ يوم ترجف الراجفة، وأذكِّركم وأذكِّر
نفسي بقوله - تعالى -: {تُسَبِّحُ
لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ
شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44]، ونقف طويلاً عند قوله - تعالى -: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}
كلما رأينا النمل والنحل وهي أممٌ أمثالنا، وكلما رأينا مخلوقات الله في
أرضه، وإذا الْتفتنا إلى السماء نجدُ الأفلاك ساجدةً لله، ويُسبِّح الرعد
بحمده، والله - سبحانه وتعالى - عليمٌ، وعلومنا لا تُدركُ كيفية التسبيح
التي في الآية، وهو غفور، وألسنتنا أقل تسبيحًا من مُسبِّحات السموات
والأرض ومَن فيهن، وقد سمح لنا أن نلتهمَ الثمار وكلُّها تُسبِّح بحمد
ربِّها، فنسكت مسبِّحين ولا نحمد، غفور وقد ذلَّل لنا الحيوانات، نركب
بعضها، ونأكل لحومَ بعضها، ونسخِّر بعضها لخدمتنا، وكلُّها مُسبِّحات بحمد
ربِّها، ونحن نأكل ولا نحمد، ونَسُبُّ الحيوانات ولا نخجل، ونعتلي فوق ظهر
الدابة ولا نتذكَّر المعزَّ المذلَّ، وكم منا يقول ساعتها: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14]؟

وكم منَّا يتذكَّر الله - سبحانه - كلما ذاق ثمرةً، أو أكل لحمًا، أو شرب
مما في بطون الأنعام؟ وقد أوجد الله في كلِّ شيءٍ آيةً تدلُّ على أنه
الواحد، هل كان كلُّ لحظات صمتنا فِكرًا، وكلُّ لمحات نظرنا عِبَرًا،
وكلُّ كلمات نُطقنا ذِكرًا، أم أننا حقيقةً لا نذكر الله إلا قليلاً؟ ولا
داعي لتَعَجُّب العارف بالله الذي قال:

عَجِبْتُ لِمَنْ يَقُولُ ذَكَرْتُ رَبِّي وَهَلْ أَنْسَى فَأَذْكُرُ مَا نَسِيْتُ

وإذا كان لنا أن نتعجَّبَ من شيءٍ، فليس الآن؛ ولكن في النهاية، قال الإمام الحسن البصري - رضي الله عنه -: "ليس العجب فيمن هلك كيف هلك؟ ولكن العجب فيمن نجا كيف نجا؟!"

فكلُّ الشواهد تؤكِّد أنَّ أصحاب الشمال قليلٌ من الأوَّلين وكثيرٌ من
الآخرين، وإن لم يأتِ ذلك صراحةً فبالاستنباط، ويا لفرحة إبليس وهو
القائل: {وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 17].

نعم ، قد صدقتَ ظنَّك في كثيرٍ منَّا، ولكن سترى أنت ومَن اتَّبعك لمن
عُقْبى الدار، وشاركتَ بعضنا في الأموال والأولاد ووعدتهم، ونعلم من الآن
أنك ستخلف وعدك، وستقف على عَرَصات جهنمَ تقول لمن اتبعك من الغاوين: ما
أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي، وقد خاب من اتَّبعك، وضلَّ من صدَّقك، وختمَ
الله على سمعهم وبصرهم.

{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو
رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا
فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ * وَلَوْ شِئْنَا
لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي
لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [السجدة: 12، 13].

وآيات الله كثيرة، ونعمه علينا أكثر، ولكنَّ أكثر الناس لا يعقلون؛ انظر
إلى البعوضة، وهي حشرة صغيرة إذا أطْبقتَ عليها بأصبعك أفنيتها، ومع ذلك
فهي كفيلة بأن تجعلك تُغلق المنافذ في حُجْرتك في شهور الصيف، وتملأ حجرتك
بغازات سامَّة تضرُّك على المدى البعيد، والبعوضة ليس لها طعامٌ إلاَّ
دمُك، مهما تركتَ لها من أشهى الأطعمة، فإنها لا بدَّ أن تُقلقك بلسعاتها،
وقد تنقلُ إليك مرضًا فتَّاكًا فتهلك، ولن تستطيع أن تستأنسها مهما فعلتَ،
كلُّ هذا مع أنها في حجم ضئيل.

كذلك البرغوث كفيلٌ بأن يجعلك تخلع كلَّ ملابسك في شهور الشتاء؛ بحثًا عنه
مطاردًا إياه، وهو لا يريد منك شيئًا إلا أن يمتصَّ دمَك الذي بذلت الغالي
لتكوينه، وهو أيضًا ليس مسخَّرًا لك؛ لأن الخالق شاء ألا يسخِّره وأمثاله.

وفي المقابل الجِمال والأبقار، ولا يَخفى عليك أحجامها ولا قوَّتها، ومع
ذلك فهي مذلَّلة لك؛ لأن الله الخالق - سبحانه - سخَّرها بأمره، فلنا من
المخلوقات ما سخَّرها الخالق، وهو يقول: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: 5].

لك الحمد يا ربَّنا، لا نَحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك.

{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 8].

سبحانك يا ربَّنا، فضَّلتنا على كثيرٍ ممن خلقتَ، وذلَّلتَ لنا أعناقَ ما
سخَّرت، وحارت عقولُنا في إدراك ما بيَّنت، وفشِلنا في تسخير ما أطلقت كما
ذكرت: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [النحل: 9].

إذًا؛ علينا أن نتعاملَ مع ما سخَّره الله لنا بشكر الله وحمده، ونسعى
للاستفادة بما لم يسخِّره الله بعون الله ولطفه، ومَن لم يفعل ذلك فلا
شُكران لسعيه.

وعلينا أن نتعلَّم من كلِّ شيءٍ حولنا دون كبرياء، لماذا لا نتعلَّم
الوفاء من الكلاب، ونتعلَّم الصمود أمام العقبات من التيس؟ كما قال الشاعر
الذي كان يمدح أحد الأمراء:

أَنْتَ كَالْكَلْبِ فِي حِفَاظِكَ لِلْوُدْ دِ وَكَالتَّيْسِ فِي قِرَاعِ الْخُطُوبِ
ولماذا لا نتعلَّم الصبر من الجَمل؟ فإذا كان الجميل والجمال (على الحسن)
مُشتقَّة من الجَمَل من الناحية اللفظية، فهو أحقُّ أن يكون مُشتقًّا منه
صفاته وجوهره، فلا يطلق لفظ الجميل إلا إذا كان الشيء فيه نسبة جمالية في
الجوهر.

وعلينا أن نتعلَّم من الهدهد الشجاعة الأدبية، حين كان الهُدهد في جيش
سيدنا سليمان وغاب عنه قليلاً، وعاد إليه يشرحُ سببَ غيابه في شجاعةٍ وهو
يتكلم مع نبيٍّ ملك، ويستنكر أفعالَ ملكةٍ؛ لأنها تعبد الشمس من دون الله،
وهو طائرٌ صغير {فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِيْنٍ} [النمل: 22].

ولفتة عظيمة من سيدنا سليمان - عليه السلام - لم يتجاهل الأمرَ لوضاعة صاحب الكلمة، ولم يتَّخذ قرارًا قبلَ أن يتأكَّد ويتيقَّن {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِين} [النمل: 27].

وعلينا أن نتعلَّم من النمل الإخلاص والصدق، وكيف أنَّ نملةً تبتعد بأهلها
عن الهلاك، وتنصحهم بسُبُل النَّجاة، حينما سار جيشُ سيدنا سليمان - عليه
السلام - وجاء إلى واديهم {قَالَتْ
نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا
يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: 18].

ولفتة عظيمة أخرى جديرة بالوقوف عندها بالفكر طويلاً طويلاً، لم يترك
سيدنا سليمان هذه الفرصة تمرُّ - وقد آتاه الله المُلك، وعلَّمه مَنْطقَ
الطير - إلاَّ وقد أدَّى بعضَ ما عليه من الشكر: {وَقَالَ
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ
وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي
بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19].

وعلينا أن نتعلَّم من النحل النظام والنظافة والتفاني في خدمة المجتمع (الخلية)،
وعلينا أن نتعلمَ من الطير التوكُّل على الله في الرزق، ومن يتوكَّل على
الله حقَّ التوكُّل، يرزقه الله كما يرزق الطير، تغدو خِماصًا، وتعود
بطانًا.

ونتعلم من الطير أيضًا التوكُّل على الله في السَّعي، فهي تطير في جوِّ
السماء بأجنحتها، فإذا تَعِبت الأجنحة، ضمَّتها إليها ولا تَخشى السقوط
على الأرض، فهي واثقةٌ أنَّ القوي القادر سيحملُها في الجوِّ إلى أن
تستريحَ {أَوَلَمْ
يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا
يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك: 19].

علينا أن نتعلم ولا نترك يومًا يمرُّ إلا وقد استزدنا عِلمًا بعون الله
وإذنه، فإن اليوم الذي يمرُّ يقول لك: يا ابن آدم، اغتنمني قبل أن أمضي؛
فإني لن أعود إليك أبدًا إلى يوم القيامة.

اللهم قد بلَّغت، اللهم فاشهد.

ــــــــــــــــــــــــــــ[/size]
[1] شطر من بيت شعر، وتكملته:
قَدْ يَنْفَعُ اللَّهُ بِالبَلْوَى وَإِنْ عَظُمَتْ وَيَبْتَلِي اللَّهُ بَعْضَ القَوْمِ بِالنِّعَمِ


















































الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
the artist
«´¨`•..¤*مشـرف عام*¤.. •´¨`»
«´¨`•..¤*مشـرف عام*¤.. •´¨`»
the artist


.. : .
النقــــــــــــــاط : 24998
العــــــــمــــــــر : 28
الابراج الفـلكـيــه : العقرب
الأبراج الصينيــة : الخنزير
الجنس : ذكر

هل الانسان له علاقة بالحيوان Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل الانسان له علاقة بالحيوان   هل الانسان له علاقة بالحيوان Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 08, 2011 8:49 am

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
The~Ghost
™©~®}-{الأداره }-{©~®™
™©~®}-{الأداره }-{©~®™
The~Ghost


.. : .
النقــــــــــــــاط : 27913
العــــــــمــــــــر : 28
الابراج الفـلكـيــه : الحمل
الأبراج الصينيــة : الفأر
الجنس : ذكر

هل الانسان له علاقة بالحيوان Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل الانسان له علاقة بالحيوان   هل الانسان له علاقة بالحيوان Icon_minitimeالأربعاء فبراير 09, 2011 9:05 pm

تشكراتي يا اسير الصمت يغالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل الانسان له علاقة بالحيوان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علاقة حب بالصور خطييييييييير
» هل الجمال له علاقة بالحب
» معلومات عن جسم الانسان
»  كيف يعرف الانسان انه مسحور
» ارقى ما يتعلمه الانسان فى الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
elforosat lovers :: المنتدى العام :: «®°•.¸.•°°•.¸.•°™ القسم العــام ™°•.¸.•°°•.¸.•°®»-
انتقل الى: