elforosat lovers
لن ننساك صلاح سليم Ezlb9t10
elforosat lovers
لن ننساك صلاح سليم Ezlb9t10
elforosat lovers
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

elforosat lovers

منتــــدى محبــے الفروســــاتــــ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لن ننساك صلاح سليم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فرعون زمانه
°¨¨™¤¦ عضو نشيط ¦¤™¨¨°
°¨¨™¤¦ عضو نشيط ¦¤™¨¨°
فرعون زمانه


.. : .
النقــــــــــــــاط : 26017
العــــــــمــــــــر : 27
الابراج الفـلكـيــه : الاسد
الأبراج الصينيــة : الفأر
الجنس : ذكر

لن ننساك صلاح سليم Empty
مُساهمةموضوع: لن ننساك صلاح سليم   لن ننساك صلاح سليم Icon_minitimeالسبت أبريل 03, 2010 4:18 pm

لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien





:: The Maestro .. Saleh Sleem ::
رجل كل العصور
لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien لن ننساك صلاح سليم Alien



لن ننساك صلاح سليم SLEEM



بيــان النادى الأهلى



ينعي النادي الأهلي ابنا غاليا وأعز أبنائه ورمزا فريدا من أعظم رموزه الشامخة وعلما خفاقا من أعلام الوطن‏,‏ الفارس الذي قاد انتصارات لأكثر من نصف قرن منذ كان شبلا فلاعبا‏..‏ فقائدا لفريق النادي الأهلي ومنتخب مصر‏,‏ ثم مديرا للكرة وعضوا‏,‏ ثم رئيسا لمجالس إدارة النادي طوال العقود الماضية الحافلة بالانتصاراته والإنجازات المحفورة في تاريخ الرياضة والوطن لنادي القرن في مصر وإفريقيا والعالم العربي‏,‏ كان طوالها القدوة والمثل في الالتزام والإخلاص لقيمه ومبادئه وفي قيادته الفذة الفريدة‏.‏

حتي وافته المنية بعد كفاح طويل مع المرض الذي تحمل في صمت وشجاعة الرجال آلامه وتبعاته‏..‏ بما عرف عنه من اعتزاز بالكرامة واعتداد بالنفس وترفع نبيل دون أن يفقده المرض يوما اهتمامه ومتابعته لأدق أمور ناديه الذي عاش طوال عمره يعمل علي بناء مجده ورفع رايته وصيانة مبادئه والحفاظ علي تاريخه في شجاعة لا تعرف الخوف أو المجاملة أو الانحناء‏,‏ وفي الذود عن عرينه حتي النفس الأخير بجسارة الأسود وبسالة الفرسان‏.‏
إن النادي الأهلي بمجلس إدارته وأعضائه وجماهيره الوفية في مصر والأمة العربية وأنحاء المعمورة‏,‏ وقد هزه المصاب الفادح الجلل في ابنه العزيز الغالي ورمزه الفريد السامي وقائد مسيرته المظفرة ليدعو الله عز شأنه أن يتغمد الفقيد الغالي الكابتن صالح سليم بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه‏,‏ وأن يسكنه مع الأبرار والصديقين فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون


صالح سليم فى سطور

ولد بالقاهرة فى 11 سبتمبر 1930 ووالده الدكتور محمد سليم وهو الشقيق الاكبر للاعبى الكرة بالنادى الاهلى والمنتخب المصرى عبدالوهاب سليم وطارق سليم ومتزوج وله ولدان الفنان هشام سليم والمخرج خالد سليم وحاصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1963.

وقد تخطت شهرته الى العالمية ولعب محترفا فى نادى جراتس النمساوى عام 1963 وكان الفقيد لاعبا بالنادى الاهلى والمنتخبين الوطنى والعسكرى.

وكان قد بدأ مشواره مع الكرة وهو طالب بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة الاورمان الابتدائية ثم طالبا فى مدرسة السعيدية الثانوية قبل أن يرسله والده الى انجلترا للحصول على الثانوية العامة من مدينة برايتون.

والتحق صالح سليم بصفوف فرق الناشئين عام 1944 حتى تم اختياره لاعبا فى الفريق الاول فى ديسمبر عام 1947 وثبت أقدامه بالفريق بعد أن سجل هدفان فى مرمى النادى المصرى وفاز الاهلى يومها 1/2 ليبدأ رحلته مع الشهرة منذ دورى عام 1948 وكان عمره فى ذلك الوقت 17 عاما. شارك صالح سليم مع النادى الاهلى فى احراز 19 بطولة منها 11 بطولة للدورى و8 بطولات للكأس خلال فترة استمراره فى الملاعب التى امتدت حتى عام 1967 تخللها احتراف لمدة عام بنادى جراتس النمساوى عام 1963 سجل خلالها 7 أهداف لنادية النمساوى وسجل فى الدورى المصرى 78 هدفا وفى الكأس 14 هدفا.

وكان صالح سليم صاحب أكبر رقم قياسى فى تسجيل الاهداف فى مباراة واحدة حيث سجل 7 أهداف من 8 أهداف فاز فيها الاهلى على الاسماعيلى ضمن مسابقة الدورى العام فى ابريل عام 58 وسجل لناديه جراتس النمساوى 6 أهداف فى احدى مباريات الدورى النمساوى وأطلقوا عليه فى النمسا الفرعون المصرى.

الفوز بكأس امم افريقيا ودخول عالم السينما


دخل الكابتن صالح سليم فى صفوف المنتخب الوطنى والمنتخب العسكرى فى 17 فبراير عام 1950 ولعب مع المنتخب الوطنى أمام اليونان بالقاهرة وفازت مصر 2/صفر وشارك مع المنتخب المصرى والمنتخب العسكرى حتى عام 1965 وحصل مع المنتخب الوطنى على كأس الامم الافريقية عامى 57 و 1959 كما لعب لمصر فى دورة روما الاولمبية عام 1960 والدورة العربية بمدينة فاس المغربية عام 1961.

والكابتن صالح سليم أول لاعب كرة قدم مصرى يدخل مجال السينما وهو صديق شخصى للفنانين عمر الشريف وأحمد رمزى وقد شجعاه على التمثيل ومثل أول أفلامة السبع بنات أمام الراحلة سعاد حسنى ثم الشموع السوداء مع نجاة الصغيرة وأخر أفلامة الباب المفتوح مع فاتن حمامة ابتعد بعدها عن السينما ليدخل فى مجال الكرة مرة أخرى اداريا ومديرا للكرة ثم اتجه لرئاسة النادى.

قرر الكابتن صالح اعتزال الكرة فى أكتوبر 1965 كلاعب بالنادى الاهلى وفكر فى الانتقال لنادى الترسانة ورحبت ادارة نادى الترسانة وجماهيرها ولاعبيها وعلى رأسهم حسن الشاذلى ومصطفى رياض بالمايسترو ولكنه تراجع عن الفكرة فى أخر وقت وعاد لاعبا فى النادى الاهلى موسم 1966 ليلعب أول مباراة للاهلى مع المحلة وفاز الاهلى 1/صفر بهدف لابراهيم حسين ظهير المحلة فى مرمى فريقة ولم يوفق صالح سليم فى المباراة وهاجمته الجماهير لتكون أخر مباراة له فى حياته الكروية يقرر بعدها الاعتزال نهائيا والاتجاه للادارة الكروية وأهداه الرئيس جمال عبدالناصر وسام الرياضة فى نوفمبر عام 1967.

وأقام النادى الاهلى مهرجان تكريم واعتزال لنجومه الكبار صالح سليم ورفعت الفناجيلى وعادل هيكل وطه اسماعيل وميمى الشربينى ومحمود الجوهرى وطارق سليم عام 1980 وهم النجوم الذين اعتزلوا بسبب توقف الكرة بعد نكسة عام 1967.

اتجه الكابتن صالح سليم للادارة الكروية وتسلم منصب مدير الكرة فى فبراير 1971 ولكنه لم يستمر طويلا لتدخل مجلس الادارة فى عمله ليعود مديرا للكرة فى أكتوبر 1971 مع اعطائه الحرية الكاملة فى اختيار المدربين للفرق المختلفة وكان له الفضل فى سياسة الدفع بالناشئين فى الفريق الاول.

ثم بدأ المايسترو رحلته مع مجلس الادارة فى عام 1972 عندما تقدم لعضوية المجلس وفاز بأغلبية كبيرة لكنه استقال عشية فوزه للخلاف مع الفريق عبدالمحسن كامل مرتجى مع ثلاثة أعضاء أخرين بسبب الخلاف على اذاعة مباراة الفريق الاول طلبت الجهات الامنية اذاعتها ورفض مجلس الادارة.

وكان أول اختبار لصالح سليم مع رئاسة النادى الاهلى عام 1976 ضد الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجى وحصل على 45ى من الاصوات ثم دخل انتخابات عام 1980 وكان عمره 50 عاما ضد الفريق مرتجى وفاز صالح سليم وحصل على 1988 صوتا مقابل 577 صوتا للفريق مرتجى و330 صوتا لكمال حافظ ليظل رئيسا للنادى الاهلى حتى هذا التاريخ.

رحلة طويلة وومتعة عاشها مايسترو مصر مع كرة القدم منذ نعومة أظافره وكان خلالها مثلا فى العطاء والقدوة وكان بحق كابتن يحتذى به ويقل وجوده فى هذه الايام وهذا ما أشاد به مديرو ومدربو الكرة المصريين والاجانب الذين تابعوا صالح سليم لاعبا واداريا ورئيسا للقلعة الحمرا
ء
قالوا عنه




أحمد ماهر وزير الخارجية‏‏

شخصيا أفتقدت صالح سليم صديقا عزيزا وفقدت مصر كلها انسانا رفع رأسها دائما فقد بادل صالح الجماهير الحب بأختلاف انتماءاتها وأختلاف طبقات الشعب المصري كله وهو يستحق هذا الحب والاحترام من الجميع‏.‏
وأرجو أن يتمسك الشباب المصري بالتقاليد والمباديء التي حافظ صالح عليها لتكون مثالا لهم ولكي يعرف الانسان كيفية المحافظة علي المثل العليا ويحقق النتائج العظيمة لمصر ليس فقط في المجال الرياضي ولكن في جميع المجالات التي تحافظ علي سمعة مصر دائما‏.‏

اللواء منير ثابت رئيس اللجنة الأوليمبية‏‏
كان الفقيد شخصية فريدة قلما يجود الزمان بها‏,‏ فهو شخصية رياضية مرموقة أحترمه من يعرفه ومن لايعرفه واعتبره من الرموز الرياضية صاحبة الخلق والعلم معا‏.‏ صالح سليم كان عاشقا لعمله ومدافعا دائما عن المباديء والقيم إلي اخر نفس في حياته وهي صفات فريدة أتمني ان يتعلم منها تلاميذه واحباؤه ليكون صالح حاضرا بما علمه للآخرين‏.‏

طلعت جنيدي رئيس جهاز الرياضة‏‏
من الصعوبة تعويض صالح سليم ولكنها سنة الحياة ولابد ان يقتدي الناس بما حققه من مباديء حافظ عليها طوال حياته مؤكدا أن صالح عاش للمحافظة علي كيان النادي الأهلي وأتمني ان يسير الجميع علي خطاه ومبادئه‏.‏

الفنان عادل إمام‏‏
فقدت وخسرت صديقا وأخا فاضلا‏,‏ وبرحيل صالح سليم خسر النادي الأهلي والكرة المصرية الكثير‏,‏ وهو طوال حياته كلاعب‏,‏ وكاداري وكرئيس للنادي لم يكن شخصا عاديا‏,‏ وإنما كان قائدا في كل مرحلة من هذه المراحل‏.‏

الفنان عزت العلايلي
رسخ المباديء والقيم في الادارة صالح سليم كان فنانا رائعا‏,‏ سواء في الملعب أو علي الشاشة‏,‏ وكان إداريا بارعا في شئون الكرة المصرية‏,‏ ورسخ القيم والمباديء التي تربي عليها في النادي الأهلي‏,‏ واعتز بها طوال حياته‏,‏ ولم يتنازل عنها أبدا‏.‏

سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق
كان محاربا في حياته عن المباديء لم يحد يوما عنها‏,‏ مهما كلفه ذلك من مشأق وهي صفات العظماء دائما في كل مجال‏,‏ فقد كان رحمه الله مؤمنا بالحقوق وحرية الرأي والتمسك إلي آخر حياته بالتقاليد والمباديء وهو ما نادي به طوال عمره‏.‏
مشاركة الأسرة الرياضية بأختلاف انتماءتها في جنازة الفقيد تـاكيد لعطائه المتواصل‏.‏ رحم الله صالح والهمنا الصبر وأتقدم للنادي الاهلي العريق بخالص عزائي‏.‏
د‏.‏ نعمات أحمد فؤاد

صالح سليم
الرموز لاتموت والبطولات أعلام مرفوعة علي طريقنا لأنها منسوجة من أيامنا تعتز بها مصر‏.‏
لم يمت المصري صالح سليم ولكنه يعيش في تاريخها وضميرها عطاء يضوع ولايضيع بما أدي ووفي وأوفي



فؤاد المهندس

رحم الله صالح سليم لأنه نموذج نادر من الناس كان مثالاً في أخلاقه وطبائعه وقيمه ويمتلك رصيداً عالياً من الكرامة وعزة النفس بشكل غير عادي وكان ذكياً لماحاً يفهم المطلوب منه داخل البلاتوه في أسرع وقت وبمنتهي الدقة كأي فنان محترف رغم أنه عمل في السينما هاوياً..ويضيف فؤاد المهندس: أذكر أن المخرج عزالدين ذوالفقار الذي أخرج فيلم "الشموع السوداء" كان يجلس معي وصالح سليم قبل أن تدور الكاميرا ويصف لنا المشهد بالضبط فكان صالح يلتقط كل الملاحظات بسرعة بديهة غريبة ويترجمها إلي مشاهد يضيف إليها أحياناً أثناء دوران الكاميرا..
صالح سليم شخصية من الصعب تكرارها وكان رجلاً بكل ما تحمله الكلمة من معان لا يعرف المراوغة إلا في الملعب ولا يجيد اللف والدوران إلا مع الكرة ورغم "زملكاويتي" إلا أنني كنت أحب مشاهدة صالح سليم وهو يقود الأهلي داخل المستطيل الأخضر وكنت أستمتع به وأنا أراه يمثل أمام الكاميرات كأعظم الفنانين المحترفين


جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم

قد حزنت جدا عندما علمت بوفاة الكابتن صالح سليم رئيس النادي الأهلي‏..‏ ولقد كان لي الشرف والفخر أن ألتقي به في محافل دولية عديدة‏,‏ لقد كان صالح سليم علما في كرة القدم خلال ممارستها كلاعب عظيم ورئيسا للنادي الذي أحبه‏,‏ ولقد أظهر إخلاصا لا حدود له وإن فقده يعتبر خسارة كبيرة لكرة القدم العالمية قاطبة‏.‏
وبالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أعضاء الاتحاد الدولي أود أن أعبر عن تعازي الصادقة لكم وللاتحاد المصري لكرة القدم وكذلك ناديه‏..‏ وأسألكم أن تنقلوا لأسرته وأصدقائه شعوري الصادق بالمساندة في هذه اللحظات المحزنة والمؤلمة‏.


حسن المستكاوى

عشرات الآلاف الذين خرجوا لوداع الكابتن صالح سليم‏,‏ تركوا لنا رسالة ليست جديدة لكنها فقط منسية‏..‏ تقول‏:‏
حب الشعب‏..‏ هو أعظم منحة لمخلوق من الخالق‏,‏ وهو التكريم الأعظم للإنسان في حياته وبعد مماته‏.‏

الشخصيات العظيمة هي التي تصنع الأحداث‏..‏ وصعب أن تتحول يوما إلي ردود أفعال لأحداث‏.‏
ليس كل من لعب كرة قدم نجما‏,‏ وكل نجم ليس بالضرورة محترما‏..‏ لكن المؤكد أن أي نجم لن يكون صالح سليم‏.‏
مثاليات وقيم ومبادئ ومواقف وانتماء ورجولة وصلابة وكبرياء وشموخ صالح سليم‏..‏ هي التي صنعت نجوميته وحفرت في قلوب الناس حبه


ياسر ايوب

جاءني صوت صالح سليم ذات ليلة عبر التليفون يطلب مني أن أذهب إليه في بيته‏..‏ وذهبت ولم يكن هناك أحد غيرنا‏..‏ وبعد حديث طويل فوجئت به يسألني عما يمكن أن أكتبه عنه حين يموت بعد كل هذا الذي كتبته عنه في حياته‏..‏ لم أملك وقتها إجابة لهذا السؤال‏..‏ واحتاج الأمرا كثير من دموع وأحزان‏..‏ وأن يموت صالح بالفعل لأعرف ما الذي يمكن أن أكتبه‏..‏ ولم أجد ما يمكن الكتابة عنه إلا لحظة وداع صالح حين بدت مصر وكأنها أوقفت الزمن لحظة واحدة كانت تحتاج اليها لتبكي غياب صالح سليم‏..‏ ووسط الزحام كان هناك كثيرون لم يعرفوا الرجل عن قرب ولم يروه أبدا من قبل‏..‏ وأحسوا رغم ذلك أن غيابه خسارة لهم ولمصر‏..

‏ وتحول هؤلاء بأحزانهم ودموعهم إلي دليل جديد علي أن صالح لم يكن مجرد رئيس ناد حتي وإن كان الأهلي بكل شعبيته ومكانته وتاريخه الطويل‏..‏ ولا كان مجرد نجم كرة حتي وإن كان أجمل وأشهر وأهم نجومها علي الإطلاق‏..‏ فلم تكن مصر لتحس بوجع في القلب‏..‏ ولا كان المصريون ليبكوا نجما كرويا ولا رئيسا لناد وإنما كان الغائب هو صالح سليم‏..‏ جبل الكبرياء‏..‏ رجل لم يسقط ولم يستسلم أبدا مهما يكن الثمن‏..‏ ومهما تكن المغريات أو المكاسب التي تدفع كثيرين جدا بيننا للسقوط كل يوم‏..‏ رجل يمكن أن تتفق أو تختلف معه‏..‏ لكنك لا تملك في النهاية إلا أن تحترمه في زمن عز فيه هذا الاحترام‏..‏ رجل لم يجد طيلة حياته ما يجعله مضطرا لأن يكذب أو ينافق أو يجامل أي أحد‏..‏ رجل بقي دائما قادرا علي أن يقول لا‏..‏ في وقت كان الجميع فيه مضطرين لأن يقولوا نعم‏..‏ رجل لم يعرف أبدا ولم يحترم أنصاف الحلول ولا أنصاف الطرق‏..‏ رجل لم يغره أي شئ بأن يتنازل عن اسمه أو تاريخه أو احترامه لنفسه واحترام الآخرين له‏..‏ رجل لم يبحث يوما عن دور‏..‏ ولم يجر وراء شهرة أو اضواء مهما يكن بريقها ولمعانها‏.‏


كانت مصر كلها تعرف ذلك‏..‏ ومن أجل كل ذلك خرج المصريون لوداع صالح سليم في مشهد كنت أتمني لو يشهده صالح نفسه ليدرك أخيرا أنه خسر الرهان‏..‏ فقد عاش صالح سنواته الأخيرة مقتنعا أن الدنيا تغيرت بأهلها ومعانيها وتفاصيلها ولم يعد له فيها مكان‏..‏ عاش صالح سنواته الأخيرة مقتنعا أنه لم يعد يعني لكثيرين هنا وهناك إلا بقية من زمن قديم لم يعد له وجود‏..‏ وأن الذين يحبونه ـ لو كان هناك من يحبه بالفعل ـ إنما يحبون فيه هذا الماضي الجميل الذي انتهي أوانه‏..‏ تماما كما يحبون ذكري قديمة غالية أو لوحة جميلة علي جدار‏..‏ وجاء مشهد الوداع ليثبت أن صالح كان علي خطأ‏..‏ فالناس التي خرجت تودعه كانت تحبه‏..‏ لم يخرجوا إلا بدافع هذا الحب‏..‏ فلم يكن صالح صاحب منصب أو سلطة ولم يكن ليملك نفعا أو ضرا لأي أحد‏..‏ كان لا يملك إلا اسمه وتاريخه‏..‏ وكان ذلك كافيا لأن يصبح وداعه شهادة جماعية حقيقية وجميلة علي أن مصر التي قد تغفو قليلا‏..‏ وقد تنسيها شواغلها وهمومها حقيقتها ولكنها سرعان ما تعود إلي نفسها فلا تمنح دموعها وحبها واحترامها إلا لمن يستحق كل ذلك بالفعل‏..‏ وكان صالح يستحق لكنه لم يعرف ذلك حتي آخر لحظة في حياته
محمد سيف الدين


تتفق معه أو تختلف‏..‏ لكن أبدا لا يمكن أن تختلف عليه
تؤيد موقفه أو تختلف مع رأيه‏..‏ لكن أبدا لا يمكن أن تشك في صدقه
النبلاء‏..‏ هو عنوانهم
الأوفياء‏..‏ هو صديقهم
المنافقون‏..‏ هو عدوهم

‏.......‏
منصات التتويج‏..‏ صعد إليها
قلوب الجماهير‏..‏ عاش فيها
أهات الإعجاب‏..‏ استولي عليها

‏.......‏
خطوات المجد بإصرار‏..‏ مشاها
عناوين الفشل بتحدي‏..‏ محاها
جدار القيم بعزيمة‏..‏ بناها

‏.......‏
القلعة الحمراء‏..‏ عشقها
في قلبه‏..‏ اسكنها
عمره كله‏..‏ وهبها

‏.......‏
شروط الاستسلام للألم‏..‏ رفضها
مفردات اليأس من القاموس‏..‏ حذفها
مشاعر الإحباط من الخدمة‏..‏ رفعها

‏.......‏
بأخلاق الفرسان‏..‏ عاش حياته
بعصا المايسترو‏..‏ قاد ناديه
بحروف عزة النفس‏..‏ كتب تاريخه

‏.......‏
صالح القيادة‏..‏ عرفناه
سليم الغرض‏..‏ عهدناه
الفارس النبيل‏..‏ افتقدناه

صلاح منتصر


لم يشاهد ملايين المصريين المعاصرين صالح سليم وهو يلعب‏,‏ فقد ظهر صالح ولمع واشتهر وتغنت الجماهير باسمه قبل أن يظهر التليفزيون في مصر وتنقل عدساته مباريات الكرة وتوثق بالصورة وعلي مر السنين تاريخ كل لاعب‏..‏ بالنسبة لصالح فقد ظهر لأول مرة في الملاعب عام‏48‏ ولمع واشتهر في الخمسينات‏,‏ وعندما اقترب نجمه كلاعب من الغروب جاء التليفزيون وظهرت عدساته في الملاعب ولذلك فإن المباريات القليلة التي ظهر فيها صالح في ذلك الوقت وصورت تليفزيونيا كانت اسوأ مبارياته وتظلمه في نظر الاجيال الجديدة‏.‏

ولم تعرف ملاعب الكرة المصرية لاعبا اختلف عليه الجمهور والنقاد مثل صالح سليم‏,‏ ففي منتصف الستينات وكان قد تجاوز الخامسة والثلاثين بدا أن مستواه أصبح أقل كثيرا من مستوي المايسترو العظيم الذي كان يقود فريقه بلمسات ساحرة من قدميه واشارات حاسمة من يديه ونظرات مفزعة من عينيه لزملائه الذين يتكاسلون او يخطئون‏..‏ وبهذه القيادة حقق لناديه بطولة الدوري لعشر سنوات متتالية ولكن الجمهور اختلف علي صالح‏..‏ الاقلية تطالبه بالاعتزال‏,‏ والاكثرية تري أن مجرد وجوده في الملعب حتي ولو لم يحرز هدفا يكفي‏..‏ وبسبب قوة شخصيته لم يجرؤ اداري أو مدرب في النادي الاهلي علي مطالبته بالاعتزال‏..‏ وفي اكتوبر‏65‏ كتب الناقد العظيم نجيب المستكاوي كلمة في الاهرام طالب فيها صالح سليم ان يعتزل من أجل ماضيه ومستقبل الاهلي‏.‏ وذهبت وقتها الي صالح سليم واجريت معه حديثا احتل صفحة كاملة في الاهرام وكانت أول مرة في وقتها تخصص فيها مثل هذه المساحة للاعب‏.‏ وقال لي صالح يومها ان بقاءه في الملعب مرتبط بحاجة النادي اليه‏,‏ وان مصلحة النادي أهم من مصلحته الشخصية‏,‏ ولهذا سيختار الوقت المناسب الذي يعتزل فيه ولا تتأثر مصلحة النادي وشعرت يومها باقتراب صالح سليم من النزول في محطة النهاية كلاعب وكتبت مقدمة للحديث قلت فيها‏:‏ مع أطول رواية علي مسرح الكرة سوف يمضي ـ ربما ـ وقت طويل قبل ان يطفو فوق سطح الكرة المصرية لاعب يشد عواطف الجماهير ويحصل علي ماحصل عليه صالح سليم من حب وشعبية‏.‏ ان اللاعب الذي يتغني باسمه جمهور النادي الاهلي أصبح اليوم اشبه بالعلم ترفعه طليعة الزاحفين أملا في التقدم وتأبي حتي في أوقات الانسحاب ان يسقط من يدها وهي التي فتحت عينها علي حبه ورؤيته‏..‏

وتوالت السنوات وانتقل صالح من موقع اللاعب الي موقع القائد والرئيس للنادي كله‏..‏ وبفضل مجرد وجوده وتأثيره سواء كان في مصر او خارجها استطاع رئاسة النادي‏20‏ سنة‏..‏ ومات صالح كما يموت كل البشر‏,‏ ولكنه بقي العلم‏.

المستشار: محمد أبو علم



أعرف صالح سليم لأكثر من ستين عاما.. كلانا ابن من أبناء المدرسة العظيمة السعيدية.. كنت أسبقه طبعا لكننا كنا نلتقي في حفلات الخريجين.. كان نجمه قد بدأ يسطع منذ الصغر فتي ذكيا وفنانا ماهرا، ثم التقينا في النادي الأهلي حيث لعب في الفريق الأول عام 1950 وأنا أصبحت عضوا بمجلس إدارة النادي سنة .1952
كان الود متصلا وكنت أناديه دائما 'بالغزال'.. وكان يسعده هذا النداء.. شكوت له يوما إحدي الشخصيات الجشعة فقال لا عليك أنا أعرفها منذ زمان؟؟!! ثم قام أحد أطباء العيون بإجراء جراحة لي وله.. وبوظ الرجل عينينا فاتحدت شكوانا وكدنا نصير بعين واحدة لولا انه تدارك الأمر في لندن وأنا لحقت نفسي في 'اتوا' عاصمة كندا لتبقي عينانا تري علي قدر المستطاع..
وأستأذنكم في وقفة شكر لكل من صديقي العزيز فاروق سيف النصر وزير العدل والدكتور المحترم عاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء وقتذاك..
ثم كنت أري صالح تقريبا كل يوم يذهب بكلبه إلي النادي ليفسحه فيلتف الأعضاء والعمال بالغزال.. وتلتف كلاب النادي حول كلبه الوحش الجميل.
ثم علم يوما ان كلبتي أنجبت عشرة صغار فطلب اثنين منها فخشيت من فلسفة وجهل وسوء نية بعض زملائه الذين يحبونه نفاقا فاشترطت عليه ألا يحضر إلا ومعه طبيب بيطري ليري بنفسه انها كلاب 'وولف' صحيح من نوع البلاك جاكت الألماني.. فحضر ومعه الدكتور المنوفي صديقه وهو طبيب بيطري وعاين الكلاب وفحصها ووافق عليها ولكنه طلب ان تبقي تحت رعاية أمها لمدة شهر ونصف.. ثم حددنا موعدا لاستلامها فحضر صالح ومعه الدكتور في الموعد بالضبط دون ان أذكره به..
في هذه الأثناء كان قد غضب علي الكابتن أحمد شوبير لمجرد انه احتج علي خطأ زملائه المدافعين أمامه حتي كاد الخصم ان يحرز هدفا وكانت كل جريمة شوبير انه جعل يخبط الأرض بعصبية خوفا من الهزيمة ومع ان خطأ زملائه لم يترتب عليه أي هدف ولكنه احساس شوبير الشديد بالمسئولية.. المسئولية عن النادي الأهلي الكبير.
أقول انه في هذه الآونة حضر المغفور له صالح ليأخذ الكلبين.. فدعوته علي فنجان قهوة وكان لابد ان نتكلم عن قضية شوبير وان ظلما سوف يقع عليه..
هنا قلت له: ياكابتن بعد اذنك هل تذكر ما صدر منك وأنت تلعب إحدي المباريات ومعك المدافع ميمي عبدالحميد الذي أخطأ خطأ يسيرا فانهلت عليه بالضرب في الملعب وهو لاعب مثلك.. أيهما أشد؟.. ما فعلته أنت أم ضرب شوبير الأرض بيديه؟؟
فرد قائلا بسماحة وبسرعة.. أنا آسف سوف أنهي هذا الموضوع فورا..
وفي الصباح وجدنا الصحف تقول نقلا عن شوبير ان أحد أعضاء النادي تدخل لفض النزاع وصافي يالبن!!
هكذا كان المرحوم صالح عنيفا قوي الشخصية مهابا ومحترما ولكنه في الوقت ذاته كان صافي القلب ودودا.. تعرفه وتراه وهو يروض كلبه وحوله عمال نادي الجزيرة يحلل معهم نتائج الأهلي وغيره من الأندية فتشعر انه رجل أصيل متواضع محبوب.
علي مدي اثنين وستين سنة لم يدخل جيبه مليم واحد من النادي الأهلي بل كان هو الذي يدفع من جيبه وكان المرحوم والده يدفع كذلك.
وقتها كان هناك لاعب ظريف يدعي وفاة حماته كل شهرين ثلاثة فنسأله فيقول كانت حماتي بالحلال.. ولكن الدكتور سليم كان إذا سمعه يعطيه من جيبه أكثر مما يعطيه مجلس الإدارة!!!
هذا اللاعب العظيم لازال حيا شفاه الله وكان هو وصالح دعامتين من دعائم النصر في النادي الأهلي قل ان تجود الملاعب بمثلهما..



الكاتب : حامد عز الدين




كان ذلك منذ نحو 18 سنه أو يزيد لما رتب لي الكابتن عبد المجيد نعمان أستاذ الأخلاق الصحفية الراحل موعدا لأجراء حوار صحفي مع المايسترو الخالد صالح سليم .. في اليوم السابق على الحوار أجرى الكابتن نعمان محادثة هاتفيه فهمت منها أن المايسترو يسأل عن هذا الصحفي الذي سيجري معه الحوار.. أفاض الكابتن نعمان في الحديث مؤكدا للمايسترو أن الصحفي المقصود مصدر ثقة .. في صبيحة اليوم التالي ذهبت متأخرا قليلا عن الموعد الذي كان في العاشرة صباحا بربع الساعة .

.. كان المكان في المكتب الخاص للمايسترو الذي عرفت انه وصل إليه قبل الموعد بنصف ساعة .. دخلت إليه ولم أكن قبلها قد فعلت .. لم أكن قد جهزت شيئا للحوار بالمرة لكنني كنت مرتبكا ببعض الشيء.. طلب لي شيئا ثم نظر تجاهي يشجعني على بدء الحوار .. وجدتني أقول له : صالح سليم أنت رجل مغرور هذا الاتهام يحاصرك دوما وأنت لا ترد عليه .. ما تعليقك ؟ .. اعتدل في جلسته وتهللت أساريره بوضوح وقال : أذن فقد صدق نعمان وسيكون الكلام مفيدا .. هات ما عندك من مبررات الاتهام .. قلت : أنت لا تلقي بالسلام على الجالسين في مدخل النادي الاجتماعي عندما تدخل كل مساء وقد رأيت ذلك بنفسي رغم أنهم من قدامى الأعضاء في النادي .. أنت ترفض إجراء الأحاديث الصحفية بل ووصل الأمر بك إلى أنك رفضت حتى الإدلاء بتصريح صحفي لدى وصولك ذات مرة من الخارج وقلت للصحفي الذي سألك هل تعرف إلى من تتحدث .. أنت أحرجت مذيعا تليفزيونيا ذات يوم على الهواء مباشرة ورفضت الرد على أسئلته ولم تعره اهتماما .. اعتقدت بما قلت أنني وضعت صالح سليم في حرج لكني لاحظت عليه هدوءا غريبا وابتسامة لم تفارقه .. وبدأ المايسترو يرد وهو يركز على كلماته : كل الوقائع التي ذكرتها صحيحة تماما لكن المصيبة هي أنها ناقصة .. فأنا لا ألقي بالتحية لدى دخولي إلى النادي في المساء لسبب بسيط وهو ما أرجو منك أن لا تذكره فالسبب هو أن الإضاءة في بوابة النادي ساطعة مقارنة بالا ناره الداخلية ولأنني أجريت اكثر من جراحة في عيني فإنني لا أتتبين بوضوح ما إذا كان هناك أحد يجلس هناك وأخشى أن ألقي بالسلام ولا يكون هناك أحد فيقول الناس عني إني أعمى لا يرى فأفضل الدخول بسرعة وفي صمت ولو سمحت لا تنشر هذا السؤال ولا رده لأنني لا أحب نظرة الشفقة في عيون الناس .. وبالنسبة لواقعة رفضي الإدلاء بتصريح لصحفي قابلني في مطار القاهرة فان السبب وراءها هو أنني لا أحب الحديث في الفاضي والمليان كما أنني لا أحب الخوض في ما لاعلاقة لي به والصحفي الشاب كان يطلب مني التعليق على تغيير وزاري فسألته : هل تعرفني جيدا إنني مجرد رئيس ناد رياضي يمكن أن أعلق على أمر في هذا الشأن لكن لا يمكنني أن أتخطى حدودي في ما لا أفهم .. والواقعة الثالثة هي أن المذيع التليفزيوني جاءني بمجرد وصولي إلى ملعب الكرة الطائرة لمتابعة مباراة للأهلي أمام الزمالك وكانت منقولة على الهواء يطلب مني الموافقة على الحديث معه عن ما سأقدمه للنادي الأهلي وذلك كان بعد يوم واحد فقط من نجاحي في الانتخابات على الرئاسة فشكرته جدا وطلبت منه إرجاء هذا الموضوع لأنه لم يكن لدي أي شئ جديد أولا وثانيا لأن المجلس الجديد الذي أرأسه لم يكن قد عقد اجتماعا واحدا وقتذاك وبالتالي فأنا لا أعرف شيئا أقوله ويبدو أن المذيع لم يصدق كلامي وفوجئت به يعود إلى حاملا ميكروفونه ويقول لي نحن على الهواء ونريد سبقا تليفزيونيا فنظرت إليه وقلت له أنه ليس لدي ما أقوله فإذا به يكرر السؤال في محاولة لإحراجي فصممت على موقفي .. وتواصل الحوار وبعد نشره فوجئت بالمايسترو يتصل بي ويشكر لي أمانتي في نقل ما قال وسعادته بالحوار .. وعلى ما أتذكر فقد أجريت مع المايسترو بعدها أكثر من ستة حوارات عرفته من خلالها جيدا .. أما أعجبها فكان حوارا من نوع خاص لا يمكن أن أنساه مطلقا .. كنت وقتها في منحة دراسية في باريس ولم يكن المايسترو رئيسا للنادي الأهلي في الدورة التي رفض خوض الانتخابات فيها ونزلت في إجازة قصيرة وذهبت إلى النادي الأهلي وجلست إليه في أمسية صيفية وسط مجموعة كبيرة جدا من محبيه وبعد فترة سألني وما أخبار باريس وأين تسكن ولماذا لا تعطيني رقم هاتفك هناك فقد أزورك إذا سمحت الظروف .. أعطيته رقم الهاتف وأنا لا أظن مطلقا أن المايسترو يمكن أن يفعلها .. وبعد نحو الشهرين فوجئت صباح أحد أيام السبت بجرس التليفون يرن رفعت السماعة أسأل عن المتحدث وأذا بي أسمع صوت صالح سليم .. ظننت في البداية أن أحد الأصدقاء يداعبني لمعرفته بمدى حبي لصالح سليم ولكن المايسترو أكد لي أنه صالح سليم فعلا .. " حمدا لله على سلامتك يا مايسترو .. قل لي أين أنت حتى أحضر إليك على وجه السرعة .. رد علي بأنه فقط يريد التأكد من العنوان .. قلت : لا يمكن يا مايسترو .. فحسم النقاش .. فقلت له : إذن سأنتظرك أمام باب البيت .. كانت الشقة الصغيرة جدا التي أسكنها متواضعة ولا يليق بي أن أستقبله فيها لذلك فقد سارعت بالاستعداد للنزول .. لكن بعد نصف ساعة فقط وجدت طرقا على الباب فتحت لأجد صالح سليم أمامي .. المكان غير مرتب والمفاجأة أربكتني وعقدت لساني .. " ألن تسمح لي بالدخول " .. قالها المايسترو وهو يهم بإزاحتي وبدأ وبسرعة يبدي إعجابه بالمكان ويقول أن الكبار فقط هم الذين يملكون مثله في باريس ,انه منذ سنوات طويلة كان يسكن في نفس الشارع في عرفة واحدة يشاركه فيها اثنان من أصدقائه .. ولاحظ استمرار ارتباكي فقال ألن تصنع لنا بعض القهوة ؟؟ .. قلت : يمكننا تناولها في مقهى جميل قريب .. قال : لا أنا أريد أن نتناولها هنا فقد لمحت موقدا صغيرا جميلا وماكينة صنع القهوة .. أنساني المايسترو أنني أتعامل مع المايسترو ونزلنا بعدها في جولة طويلة جدا في شوارع العاصمة الفرنسية حتى المساء . . وبعد انتهاء الجولة أخذنا سيارة أجرة وطلبت من المايسترو أن أوصله أولا فرفض في البداية ووافق بعد إلحاحي .. ولأنه كان ينزل في حي من الأحياء الراقية جدا فانه اختار مكانا بعيدا وقال لي انه يسكن قريبا منه وأنه يفضل أن يتمشى قليلا ولم أعرف سوى بعدها بيومين أين كان المايسترو ينزل لكنه كان حريصا على أن لا يجعلني أشعر بأي إحراج لو عرفت أين ينزل هو !!! وقد نشرت تفاصيل هذا الحوار بالصور بعدها في محبو بتي مجلة " الأهلي " .. الذكريات تتقاطر أمام عيني .. أتذكر انتخابات العام 1992 وكنت وقتها كذلك أعمل في دولة قطر وقررت النزول ومعي أسرتي للمشاركة في الانتخابات .. وفيما كنت في الطائرة لفت نظري غلاف مجلة " الأهرام الرياضي " وكان عبارة عن جملة واحدة جعلت أصابتني بالفزع .. " يسقط صالح سليم " .. أمسكت المجلة بسرعة لأعرف أسباب ذلك الغلاف الغريب .. وقرأت واحدا من أجمل الموضوعات الصحفية عن صالح سليم بدا كاتبه الدكتور ياسر أيوب وكأنه شارب صالح سليم شربا .. لم أكن أعرف الدكتور ياسر وقتها .. لكنني أعجبت به أيما إعجاب فقد قال عن المايسترو كل شئ في أسلوب صحفي أخاذ .. في المساء كنت مع المايسترو وكان السؤال الأول الذي وجهته إليه عن الدكتور ياسر أيوب وأنني أتمنى أن أتعرف عليه في أسرع وقت .. وكم كان رد المايسترو مفاجئا : لو رأيته اشكره على ما كتب فأنا لم ألتق به قط .. لكنه يعرف عنك يا مايسترو كل شئ .. قال : أنا لا أدري فعلا من أين جاء بما جاء به من معلومات لكن أشكره نيابة عني .. ورحت أبحث عن الدكتور ياسر حتى عثرت عليه بأدبه الجم وهدوئه وهنأته على المقال الرائع جدا وعبرت عن دهشتي من أنه لم يلتق المايسترو من قبل وأخذته من يده ودخلت به وسط جموع حاشده من أعضاء الأهلي كانت تحيط بالمايسترو وقدمته إليه .. وكنا وقتها في الليلة السابقة على الانتخابات .. وكانت سعادتي كبيرة بالدكتور ياسر الذي عرفت أنه سأل العشرات وقرا الكثير وتابع المايسترو من بعيد حتى كتب ذلك الموضوع الرائع ولم يسع مطلقا حتى للجلوس إليه ليسمع منه شيئا قبل الكتابة .. وكم كبر في عيني .. تذكرت ذلك وغيره كثير من المواقف ورأيت أن أكتبها في هذا العدد الخاص عن المايسترو الخالد حتى أقدم للذين لم يعرفوا صالح سليم وبصورة عملية بعضا من جوانب هذه الشخصية الفريدة في سماتها .. التي جعلتني ذات يوم أقول له : يا مايسترو أنت متطرف في النموذجية في زمن لا يصلح فيه هذا التطرف .. أن ما عندي كثير كثير لكني أعلم أنه قليل مقارنة بما لدى الكثيرين الذين عايشوا المايسترو عن قرب .. بل لعلي لا أبالغ مطلقا عندما أقول انهم محظوظون جدا هؤلاء الذين عاشوا عصر صالح سليم الذي كان فعلا وبدون أدنى مبالغة هو " الصالح السليم " على حد وصف الراحل الغالي الكابتن عبد المجيد نعمان .. رحمهما الله وجعل الجنة مثواهما






صالح سليم‏..‏ عصرا تاريخيا للأهلي
كتب ـ عزالدين الكلاوي




بغياب صالح سليم الذي فاضت روحه إلي بارئها أمس الأول يكون قد انتهي عصر من تميز الادارة الرياضية التاريخية للنادي الاهلي حيث قاده عبر مايقرب من‏20‏ عاما إلي انتصارات وانجازات قلما تتكرر لناد واحد في مثل هذا الوقت‏.‏
وشارك صالح سليم وقاد ناديه كلاعب اداري ورئيس للحصول علي‏52‏ بطولة متنوعة دوري وكأس وبطولات عربية وافريقية وسوبر وكانت قمة الانجاز في العام الماضي باحراز بطولتي افريقيا للاندية الابطال وكأس السوبر الافريقية واخيرا‏,‏ الحصول علي لقب نادي القرن في القارة السمراء‏.‏

وليست القيمة الحقيقة لصالح سليم فقط هي هذه البطولات‏,‏ وانما في صناعة البنيان الكبير والقاعدة الضخمة التي انطلقت منها هذه البطولات وكل ذلك تم ارساؤه علي مباديء وقيم تربوية واخلاقية ورياضية فريدة لاتعرف المبدأ الميكيافيلي الغاية تبرر الوسيلة ولاتتنازل عن المبدأ مقابل النجومية واحراز البطولة ولاتعرف إحناء هامة النادي العملاق من اجل ترضية لاعب او الاحتفاظ بولائه في ظل عصر تنعدم فيه أو تكاد قيم الاخلاص والولاء لغير المادة‏..‏
كان صالح سليم يعيش بالاهلي عصرا من الماضي الجميل العامر بالقيم والمباديء وكان حزمه وقوة شخصيته ومواقفه الحاسمة حصنا للاهلي من الامراض التي اصابت الرياضة المصرية في العقدين الاخيرين‏,‏ وجعلت قلعة الاهلي واحدة من أهم قلاع الرياضة والمباديء الرياضية في مصر والوطن العربي وافريقيا بل والعالم أجمع‏.‏

ولأنه بشر غير معصوم فقد كان لصالح سليم اخطاؤه وهفواته‏,‏ ولكنها ابدا لم تمس ناديه ولم تكن علي حسابه انتقاصا من قدره‏,‏ ولهذا كله فان صالح سليم كان مدرسة في الادارة الرياضية يستحق ان تتم دراسة معالمها بعناية والخروج بنظم وقواعد وحقائق نحن أشد مانكون احتياجا لها دعما للبنية الرياضية المصرية والادارة الرياضية التي تحتاج جهدا كبيرا لاصلاحها




حسن المستكاوي

الكابتن صالح
!‏




هو إنسان محترم‏..‏ هذا هو صالح سليم باختصار‏,‏ ودعكم من اللاعب‏,‏ والنجم‏,‏ والإداري‏,‏ والشجاعة‏,‏ والجرأة‏,‏ وعدم النفاق‏,‏ والصراحة‏,‏ والوضوح‏,‏ فقد كان محترما لأنه يملك كل هذا‏,‏ وأكثر منه‏,‏ فعنده الشخصية القوية‏,‏ والكاريزما التي لا تشتري‏,‏ ولا تصنع خصيصا لأحد‏,‏ مهما يحاول‏.‏

صالح سليم الذي عرفته لاعبا في الستينيات‏,‏ وعرفته أكثر مع نهاية السبعينيات كان متواضعا‏,‏ بسيطا‏,‏ وجادا‏,‏ وصارما أيضا‏,‏ لكن في الحق‏,‏ سواء حقه‏,‏ أو حق النادي الأهلي‏,‏ وهو لا يجامل في ذلك‏,‏ ولا يعرف الحل الوسط‏,‏ أو كلمات من نوع‏:‏ كبر دماغك‏..‏ ومشي حالك‏,‏ وسط مجتمع يري في ذلك منهج حياة‏,‏ كان صالح سليم يبدو في بعض الأحيان ديكتاتورا لأنه لا يتنازل عما يراه الصواب‏,‏ لاسيما عند هؤلاء الذين يعشقون الإمساك بالعصا من الوسط‏!‏
وكان الكابتن صالح سليم خفيف الظل فبعد فوزه برئاسة الأهلي عام‏1992‏ قابله الفنان عادل إمام‏,‏ وقال له مداعبا‏:‏ مبروك يا فنان‏,‏ فرد عليه صالح سليم مداعبا أيضا‏:‏ أهلا كابتن مصر‏!‏

كان أيضا بتكوينه تجسيدا للكبرياء‏,‏ فسألته مرة‏:‏ لماذا لا تحضر مباريات الأهلي؟
فأجاب قائلا‏:‏ لسببين‏:‏ أولهما أن أي وزير يدخل حتي باب المقصورة بسيارته‏,‏ بينما يمنع رئيس الأهلي‏,‏ وهذا لا أقبله‏,‏ وثانيهما أنني مصاب في عيني‏,‏ ولا أستطيع رؤية اللاعبين في الملعب‏,‏ فهل أجلس وبجواري من يلقنني الأسماء؟‏!‏

لا حول ولا قوة إلا بالله‏..‏ الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة في هذه الحياة‏.‏

هل رحل الكابتن صالح سليم‏,‏ وقد كان دائما موجودا‏,‏ وجزءا من النادي الأهلي‏,‏ هل رحل حقا أم أنه سافر إلي مكان ما‏..‏ إلي دار اليقين؟




أحمد بهجت




صالح سليم

تسفر معادن الناس عن حقيقتها حين تقترب من الموت‏,‏ وكثيرا ما يحس الناس بالهلع والرعب حين يعرفون من تشخيص المرض أن ستار النهاية يوشك أن ينسدل علي الحياة‏.‏

وقليل من الناس من يواجه الموقف بشجاعة وإيمان‏,‏ وقد كان صالح سليم واحدا من هذه القلة‏..‏
وقد واجه مرضه الخبيث بقلب شجاع‏,‏ ومضي يعمل حتي ليمكن القول إنه مات وغبار الطريق علي قدميه‏.‏

عرف الناس صالح سليم في مجال من أحب المجالات إليهم‏,‏ وهو مجال كرة القدم‏.‏
في البدايات الأولي كانت الكرة الشراب تكفي لممارسة الهواية في الشارع أو الحارة‏..‏ وفي مدرسة السعيدية الثانوية اكتشفوا مواهبه في لعب الكرة‏,‏ وفي الخمسينيات والستينيات صار من ألمع نجوم الكرة‏.‏

وعلي مدي‏60‏ عاما ارتبط اسمه بالنادي الأهلي‏..‏ في البداية كان لاعبا للكرة‏,‏ ثم صار مديرا لها بعد اعتزاله اللعب‏..‏ ثم أصبح عضوا في مجلس إدارة النادي‏..‏ ثم صار رئيسا للنادي‏.‏
‏*‏ كلاعب للكرة كان فنانا وصانع ألعاب كما يقولون‏..‏ وكانوا يسمونه ساحر الملاعب‏,‏ وكانوا يسمونه المايسترو‏..‏ فهو لا يكاد ينزل إلي الملعب حتي يتغير اللعب ويشتعل الجمهور بهذا الحماس الذي لا تعرفه غير رياضة كرة القدم‏.‏

‏*‏ كمدير كان رقيقا‏,‏ حيث تجب الرقة‏,‏ وحازما حيث ينبغي الحزم‏,‏ وكان كما نقول في كلماتنا العامية حقانيا وعادلا‏..‏ يعرف الحق وما ينبغي له من مشقة العمل‏.‏
‏*‏ كإنسان كان نموذجا للإنسانية والدماثة والتواضع والأخلاق العالية‏.‏

‏*‏ كفنان اشترك في ثلاثة أفلام لعب في أحدها دورا صغيرا‏,‏ ولعب دور البطولة في الفيلمين الأخرين‏..‏ ولم يكن له حظ في هذه الأفلام‏,‏ ولم يكن يحب أن يراها حين يعاود التليفزيون إذاعتها بعد ذلك‏.‏
دخل النادي الأهلي وعمره‏14‏ سنة‏..‏ وارتبط مصيره بمصير النادي‏,‏ كما ارتبط مصير النادي به أيضا‏.‏

بسبب فضائله في عالم الرياضة والإدارة والفن‏..‏ تحول صالح سليم إلي رمز‏,‏ بعد أن كان نجما‏..‏ وها هو النجم ينطفيء وإن كان الرمز قادرا علي الإشعاع‏..‏ رحم الله صالح سليم




إبراهيــم حجــازي


عشرات الآلاف الذين خرجوا لوداع الكابتن صالح سليم‏,‏ تركوا لنا رسالة ليست جديدة لكنها فقط منسية‏..‏ تقول‏:‏
حب الشعب‏..‏ هو أعظم منحة لمخلوق من الخالق‏,‏ وهو التكريم الأعظم للإنسان في حياته وبعد مماته‏.‏

الشخصيات العظيمة هي التي تصنع الأحداث‏..‏ وصعب أن تتحول يوما إلي ردود أفعال لأحداث‏.‏
ليس كل من لعب كرة قدم نجما‏,‏ وكل نجم ليس بالضرورة محترما‏..‏ لكن المؤكد أن أي نجم لن يكون صالح سليم‏.‏
مثاليات وقيم ومبادئ ومواقف وانتماء ورجولة وصلابة وكبرياء وشموخ صالح سليم‏..‏ هي التي صنعت نجوميته وحفرت في قلوب الناس حبه‏!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
king of evil
°¨¨™¤¦ قلم لامع ¦¤™¨¨°
°¨¨™¤¦ قلم لامع ¦¤™¨¨°
king of evil


.. : .
النقــــــــــــــاط : 26500
العــــــــمــــــــر : 28
الابراج الفـلكـيــه : العقرب
الأبراج الصينيــة : الخنزير
الجنس : ذكر

لن ننساك صلاح سليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: لن ننساك صلاح سليم   لن ننساك صلاح سليم Icon_minitimeالأربعاء يونيو 23, 2010 4:08 pm

f[] [ldg fs ',dg
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لن ننساك صلاح سليم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سلاسل القدس : الرجل الكتيبة "الشيخ القائد صلاح شحادة"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
elforosat lovers :: منتدى الرياضه :: (-¸,+°´°+,¸¸,+°´°+,¸ رابطة النادي الأهلي¸,+°´°+,¸¸,+°´°+,¸-)-
انتقل الى: