وصف نعيم أهل الجنة
يقول الله تبارك وتعالى
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ)] [فاطر آية: 33]
ويقول عز من قائل
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) [الحج آية: 23]
قال جماعة من المفسرين : السندس ما رق من الديباج والإستبرق ما غلظ منه 0
وقالت طائفة ليس المراد به الغليظ ولكن المراد الصفيق 0
وقال الزجاج هما نوعان من الحرير وأحسن الألوان الأخضر وألين اللباس الحرير فجمع لهم بين حسن منظر اللباس والتذاذ العين به وبين نعومته والتذاذ الجسم به
وقال تعالى : ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)[فاطر : 33]00 وهي أن الله سبحانه وتعالى أخبر أن لباس أهل الجنة حرير وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ) متفق على صحته من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم) وعن ابي هريرة رضى الله عنه عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا( قوله عز وجل : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ)[فاطر :33] فقال أن عليهم التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب)
(000فقام أخر فقال يا رسول الله أخبرني عن ثياب أهل الجنة أتخلق خلقا أم تنسج نسجا قال فضحك بعض القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تضحكون من جاهل يسأل عالما فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال أين السائل عن ثياب أهل الجنة فقال ها هو ذا يا رسول الله قال لا بل يشقق عنها ثمر الجنة ثلاث مرات0
عن خالد الزميل أنه سمع أباه قال قلت لابن عباس ما حلل الجنة قال فيها شجرة فيها ثمر كأنه الرمان فإذا أراد ولي الله كسوة انحدرت إليه من غصنها فانفلقت عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ثم تنطبق ترجع كما كانت)
عن أبي المهزم قال : قال أبو هريرة : دار المؤمن في الجنة لؤلؤة فيها شجرة تنبت الحلل فيأخذ الرجل بإصبعيه وأشار بالسبابة والإبهام سبعين حلة ممنطقة باللؤلؤ والمرجان
وفي الصحيحين أيضاً من حديث البراء رضي الله عنه قال أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فجعلوا يعجبون من لينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تعجبون من هذا لمناديل سعد ابن معاذ في الجنة أحسن من هذا)
قال الله تبارك وتعالى
يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [الزخرف : 71] وقال سبحانه: ( وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16) [الأنسان 15، 16]
فالقوارير هي الزجاج فأخبر سبحانه وتعالى عن مادة تلك الآنية أنها من الفضة وأنها بصفاء الزجاج وشفافيته وهذا من أحسن الأشياء وأعجبها وقطع سبحانه توهم كون تلك القوارير من زجاج فقال قوارير من فضة قال مجاهد و قتادة ومقاتل والكلبي والشعبي : قوارير الجنة من الفضة فاجتمع لها بياض الفضة وصفاء القوارير
وفي الصحيحين من حديث حذيفة بن اليمان رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة)
قول الله تبارك وتعالى : ( إِنَّ المُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) [المرسلات ، 41- 42] ويقول عز من قائل: ( وَتِلْكَ الجَنَّةُ الَتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (72) [الزخرف : 72]
ويقول في محكم التنزيل: ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة : 25]
ان الفاكهة التى تضمنتها نصوص القرآن ليس فى الدنيا مما فى الأخرة إلا الأسماء فبينهما من التفاوت ما لا يعلمه بشر.
قال الله عز وجل: ( وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ (23) [الطور : 22، 23)
عن عبد الله أبن مسعود رضى الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا)
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة طيراً أمثال البخاتي فقال ابو بكر أنها لناعمة يا رسول الله قال أنعم منها من يأكلها وأنت ممن يأكلها يا أبا بكر) عن عبد الله بن مسلم أنه سمع أنس بن مالك رضى الله عنه يقول في الكوثر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هو نهر أعطانيه ربي أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر فقال عمر بن الخطاب إنها يا رسول الله لناعمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آكلها أنعم منها.
قال الله تعالى فى محكم آياته : (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6): [الإنسان: 5 - 6] وقال سبحانه : (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18)[ الإنسان : 17 ، 18] وقال أبو العالية والمقابلان تسيل عليهم في الطرق وفي منازلهم وهذا من سلاستها وحدة جريتها
وقال آخرون معناها طيبة الطعم والمذاق وقال أبو إسحاق سلسبيل صفة لما كان في غاية السلاسة فسميت العين بذلك وقال ابن الأنباري الصواب في سلسبيل أنه صفة للماء وليس باسم للعين
قال تعالى ( إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً (36) عُرُباً أَتْرَاباً (37) لأَصْحَابِ اليَمِينِ (38) [ الواقعة: 35 - 38]
أعاد الضمير إلى النساء قال قتادة وسعيد بن جبير خلقناهن خلقا جديدا وقال ابن عباس يريد نساء الآدميات ، وقال الكلبي ومقاتل يعني نساء أهل الدنيا العجز الشمط يقول تعالى خلقناهن بعد الكبر والهرم وبعد الخلق الأول في الدنيا
عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لايدخل الجنة العجز فبكت عجوز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروها أنها يومئذ ليست بعجوز إنها يومئذ شابة إن الله عز وجل يقول ( إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً) [ الواقعة : 35].
وقوله عرباً جمع عروب وهن المتحببات إلى أزواجهن قال ابن الأعرابي العروب من النساء المطيعة لزوجها المتحببة إليه .
وقال أبو عبيدة العروب الحسنة التبعل قلت يريد حسن مواقعها وملاطفتها لزوجها عند الجماع وقال المبرد هي العاشقة لزوجها.
عن أبن عباس قال معناها أنها تنسل في حلوقهم .
عن أبن عباس في قوله تعالى
بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18)[ الواقعة: 18] يقول الخمرلا فيها غول يقول ليس فيها صداع وقوله تعالى
وَكَأْساً دِهَاقاً)[النبأ : 34] يقول ممتلئة وقوله: (يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ (26) [المطففين : 25، 26] يقول الخمر ختم بالمسك
في المسند عن يزيد بن أرقم قال جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال ( نعم والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطي قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة قال فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى قال ( تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه ) ورواه الحاكم في صحيحيه
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (كَأَنَّهُنَّ اليَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) [الرحمن : 58] قال ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق و المغرب و إنه ليكون عليها سبعون ثوبا ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك.
قال تعالى (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32)وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) [النبأ : 31 -34]
فالكواعب جمع كاعب وهي الناهد
قال قتادة ومجاهد والمفسرون قال الكلبي هن الفلكات اللواتي تكعب ثديهن و تفلكت وأصل اللفظة من الاستدارة والمراد أن ثديهن نواهد كالرمان ليست متدلية إلى أسفل ويسمين نواهد وكواعب
أما الأتراب فجمع ترب وهو لبة الإنسان
والحور جمع حوراء وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين .
وقال زيد بن أسلم الحوراء التي يحار فيها الطرف وعين حسان الأعين .
وقال مجاهد الحوراء التي يحار فيها الطرف من رقة الجلد وصفاء اللون .
وقال الحسن الحوراء شديدة سواد العين .
فقال ابن عباس الحور في كلام العرب البيض .
وقال مجاهد الحور العين التي يحار فيهن الطرف بادياً مخ سوقهن من وراء ثيابهن ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون.
وصفهن سبحانه بقصر الطرف في ثلاثة مواضع
قال تعالى (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ اليَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)) [ الرحمن : 56، 58]
- قال الله تعالى في محكم آياته (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48))[الصافات : 48]
- وقال سبحانه (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52)) [ ص: 52]
- والمفسرون كلهم على أن المعنى قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم وقيل قصرن طرف أزواجهن كلهن فلا يدعهم حسنهن وجمالهن أن ينظروا إلى غيرهن عن الحسن قال قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم والله ما هن متبرجات ولا متطلعات
وقال منصور عن مجاهد قصرن أبصارهن وقلوبهن وأنفسهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم
قال تعالى
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة :25] فتأمل جلالة المبشر ومنزلته وصدقه وعظمة من أرسله إليك بهذه البشارة وقدر ما بشرك به وضمنه لك على أسهل شيء عليك وأيسره وجمع سبحانه في هذه البشارة بين نعيم البدن بالجنات وما فيها من الأنهار والثمار ونعيم النفس بالأزواج المطهرة ونعيم القلب وقرة العين بمعرفة دوام هذا العيش أبد الآباد وعدم انقطاعه والأزواج جمع زوج والمرأة زوج للرجل وهو زوجها هذا هو الأفصح وهو لغة قريش وبها نزل القرآن كقوله أسكن أنت وزوجك الجنة وأما المطهرة فإن جرت صفة على الواحد فيجرى صفة على جمع التكسير إجراء له مجرى جماعة والمطهرة من طهرت من الحيض والبول والنفاس والغائط والمخاط والبصاق وكل قذر وكل أذى يكون من نساء الدنيا فطهر مع ذلك باطنها من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة وطهر لسانها من الفحش والبذاء وطهر طرفها من أن تطمح به إلى غير زوجها وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ((لهم فيها أزواج مطهرة)) قال : من الحيض والغائط والنخامة والبصاق
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال له أذهب فسلم على أولئك النفر وهو نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فأنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليكم ورحمة الله فزادوه ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل ينقص الخلق بعده حتى الآن ) متفق عليه
وأما الأخلاق فقد قال تعالى( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (47)[الحجر: 47] فأخبر عن تلاقي قلوبهم وتلاقي وجوههم .
وفي الصحيحين (أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء) والأخلاق كما تكون جمعا للخلق بالضم فهي جمع للخلق بالفتح والمراد تساويهم في الطول والعرض والسن وإن تفاوتوا في الحسن والجمال ولهذا فسره بقوله على صورة أبيهم آدم عليه السلام ستون ذراعاً في السماء وأما أخلاقهم وقلوبهم ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة (أول زمرة تلج الجنة الحديث وقد تقدم وفيه لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشية)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين سنة جرداً مرداً مكحلين ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم ) وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من مات من أهل الجنة من صغيرأو كبير يردون بني ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبداً)
قال تعالى : ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) [الإنسان :20]
قال (الملك الكبير) أن رسولاً من الله يأتيه بالتحفة و اللطف فلا يصل إليه حتى يستأذن له عليه فيقول للحاجب استأذن على ولى الله فإني لست أصل إليه فيعلم ذلك الحاجب حاجباً آخر و حاجبا بعد حاجب و من داره إلى دار السلام باب يدخل منه على ربه إذا شاء بلا اذن فالملك الكبير أن رسول الله رسول رب العزة لا يدخل عليه إلا بإذن وهو يدخل على ربه بلا إذن0
عن زهرة بن معبد عن أبي عبد الرحمن الحبلى قال إن العبد أول ما يدخل الجنة يتلقاه سبعون ألف خادم كأنهم اللؤلؤ.